قال رئيس الوزراء
السابق عون الخصاونة في لقاء مع مجلة الايكونوميست البريطانية المحافظة انه
استقال من رئاسة الحكومة لأنه هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يقوم به.
وتقول المجلة أن المشهد
السياسي في الاردن تعرض لحالة من الانتكاسة بعد أن قام عون الخصاونة بخطوة
غير مألوفة بتقديم استقالته احتجاجا على تدخل القصر الملكي بصناعة القرار
في حكومته.
فعون الخصاونة الذي عين في
اكتوبر من العام الماضي ليقوم باجراء حزمة من الاصلاحات المطلوبة لم يتمكن
من القيام بمهامة لأن المخابرات العامة تدخلت مرارا وتكرارا لاحباط
محاولاته الاصلاحية كما تفيد المجلة.
وفي لقاء اجرته مجلة
الايكونوميست مع السيد الخصاونة شرح الأخير لماذا دفعه تدخل القصر في تمديد
دورة البرلمان لتقديم استقالته. ويقول الخصاونة للمجلة بأن هناك فرق بين
الدورة العادية والدورة الاستثنائية للمجلس، ففي الحالة الاولى يمكن
للبرلمان طرح أي موضوع واستجواب أي وزير أو حتى حجب الثقة، لكن في الدورة
الاستثنائية لا يحق للبرلمان إلا النظر بعدد من القضايا المطروحة والمحددة
سلفا. ويضيف الخصاونة بأنه عندما كان في اسطنبول اتصل به مستشار الملك وقال
له أن هناك توجه ملكي لتمديد الدورة العادية وهو اجراء لم يحدث من قبل على
حد تعبير الخصاونة.
والسبب لتمديد الدورة العادية
كما قال المستشار للخصاونة هو حماس الملك للانتهاء مما تبقى من تشريعات،
ولكن لو كانت هذه هي الحقيقية حسب ما يقوله الخصاونة لكان من الافضل فض
الدورة العادية وعقد دورة استثنائية. هنا قال الخصاونة للمستشار في القصر
الملكي بأنه هو رئيس الوزراء وقد نسب بفض الدورة وأنه لا يتلقى تعليمات من
القصر ولا من الملك، حتى يقبل تعليمات مستشارين في القصر، فهو من يدير
البلد والاردن ليس نظاما رئاسيا بل برلمانيا، لذلك كان الشيء المشرف الوحيد
هو تقديم الاستقالة على حد تعبيرالخصاونة.
ويضيف الخصاونة بأنه عندما
تسلم رئاسة الحكومة في شهر نوفمبر عام ٢٠١١ كانت البلد على شفا حرب اهلية،
واضاف 'لو بقيت حكومة البخيت في السلطة لانزلقت البلاد في موجة من العنف
السياسي' . لذلك اعتبر دعوة الاسلاميين للانضمام لحكومته بمثابة الخطوة
الاولى لامتصاص الازمة ولكنهم رفضوا ذلك، غير أنه أبقى على اتصالاته مع
الاسلاميين عن طريق اظهار حسن النوايا لدرجة أن الناس اتهموه بأنه مؤيد
للإسلاميين وهذا غير صحيح على حد تعبيره. وفي معرض تفصيله لسياسته تجاه
الاسلاميين قال الخصاونة بأنه كان يهدف الى تحويلهم من معارضة إلى اصحاب
مصلحة بالمشاركة عن طريق خلق اطار يحتوي الجميع بدلا من اقصاء أي مكون.
لهذا السبب يرى الخصاونة أن حكومته نجحت بشكل كبير في تخفيض حدة التوتر في
الاردن عن طريق الحوار واحترام الآخر بدلا من نبذه وهذا هو الانجاز الأهم
لحكومته. وكانت رؤية الخصاونة بان الطريق الامثل لاستقرار الاردن هو تبني
سياسة احتواء جميع المكونات ، وكان هناك تفكير مخابراتي بانه قد يكون جزءا
من مؤامرة خارجية مع الاسلاميين لخلق الوطن البديل فبالنسبة لهم استغربوا
ان يكون هناك شخص من عائلة اردنية معروفة ويدعم حقوق الفلسطينيين في الاردن
.
وانتقد بقوة تزايد نفوذ
القصر ومستشاريه والمخابرات العامة في السنوات العشر الأخيرة. وفي معرض
تعليقه على حكومة فايز الطراونة قال بأن هناك من يرى بان الربيع العربي وصل
الى نهاياته ، وانه يمكنهم العودة الى الاساليب القديمة وهم بذلك أسوأ
تلاميذ لمادة التاريخ ، لأن الربيع موسم وسيأتي في كل حين دون توقف .
No comments:
Post a Comment